أن تكون مختصاً في مجال الموارد البشرية يعنى قدرتك على التعامل مع هذا المورد البشري الذي يعتبر أهم أصول الشركة على الاطلاق، ولكن هل تكفي المهارات والخبرات الإدارية الخاصة بالموارد البشرية التي اكتسبتها على مدار السنين لتجعلك قادراً فعلاً على التعامل مع أي موظف يطرق باب مكتبك؟
إذا افترضنا أنك أحد محترفين الموارد البشرية الذين ابتدأ مسيرته المهنية من بداية السلم الوظيفي في قسم الموارد البشرية كموظف أو مسؤول موارد بشرية ثم تدرجت عبر السنين في قسم الموارد البشرية لتصبح منسقاً ثم مشرفاً في هذا القسم وعلى الأرجح أنك ستتخصص في أحد أقسام إدارة الموارد البشرية كالتوظيف والاستقطاب أو التعويضات والمزايا أو التدريب…الخ
وإذا أردت أن ترتقي لتصبح مديراً للموارد البشرية فيجب عليك أن تتنقل بين جميع أقسام إدارة الموارد البشرية وأن تكتسب خبرة أداء معظم أعمال هذه الأقسام
كما أنك يجب وعبر هذه السنين أن تنمي مهاراتك القيادية والإدارية ومهارات التواصل والعمل كفريق لديك لتستطيع قيادة فريق وإدارة الموارد البشرية للنجاح
ولكن هل تكفي كل هذه المهارات لتتميز؟ ما الذي يميز بين مدير للموارد البشرية ذو أداء جيد وبين مدير للموارد البشرية ذو أداء خارق؟

هل هي الخبرة؟ أم أنها ملكة ما ولد بها جعلته قادر على التواصل مع الموظفين على اختلاف أطباعهم وطلباتهم ومشاكلهم؟ أم هي مهارات أخرى يمكن اكتسابها؟
الحقيقة أن الخبرة والملكات التي يولد بها الانسان لا شك بأنها على قدر كبير من الأهمية، ولكن هناك بعض المهارات الخارجة عن اختصاص الموارد البشرية والتي إذا أتقنها مختص الموارد البشرية نقلته نقلة نوعية وأدت إلى فرق غير عادي في أدائه
أولى هذه المهارات هي الذكاء العاطفي: هذه المهارة التي يمكن اكتسابها وتنميتها والتي تمكنك من فهم شعور وانفعالات وأحاسيس الموظفين المختلفة والذين يتوجهون إليك لحل مشاكلهم، كما أنها تحمي مشاعرك وانفعالاتك من التأثر بكمية المشاكل والهموم التي تسمعها بشكل يومي من الموظفين
المهارة الثانية هي البرمجة اللغوية العصبية: ليس المطلوب من اختصاصي الموارد البشرية أن يصبح مختصاً أو محترفاً في مجال البرمجة اللغوية، ولكن يكفيه القدر من المهارات التي تساعده على تحسين اتصاله بالغير وفهم نمط شخصياتهم والتعاطف معهم مما يؤدي إلى نجاحه بالتواصل مع الموظفين بشكل رائع

المهارة الثالثة هي لغة الجسد: هذه المهارة تندرج أحياناً ضمن البرمجة اللغوية العصبية وهي ضرورية جداً لأن نسبة أكثر من 55٪ من التواصل بين الناس يكون عن طريق لغة الجسد بينما تشكل نبرة الصوت حوالي 38٪ والكلام الذي نقوله لا تتجاوز 7٪ فقط
المهارة الرابعة هي القيادة الظرفية: وهي أحد أنماط القيادة والتي لا يتسع هذا المقال لشرحها لكنها تساعد مدير الموارد البشرية ليس في قيادة فريق وإدارة الموارد البشرية وحسب، بل تعطيه القدرة على نصح ودعم باقي زملائه من رؤساء الإدارات الأخرى في كيفية قيادتهم لفرق عملهم
المهارة الخامسة والأخيرة هي التدريب: صحيح أن إدارة التدريب هي أحد أقسام الموارد البشرية لكننا هنا نتكلم عن مهارة إعطاء التدريب، فليس كل مختصين الموارد البشرية هم مدربون، وهذه المهارة تمكن مدير الموارد البشرية من إيصال العديد من الأفكار والتدريبات لباقي الموظفين في الشركة
وفي الختام نقول إنه في حال أردت التميز كمدير للموارد البشرية بأداء خارق فيجب عليك أن تخرج من منطقة الراحة لديك وأن تعمل على تطوير هذه المهارات الخمسة
تعليق واحد